M-Dream الاداره
عدد المساهمات : 475 نقاط نشاط العضو : 1367 مستوى تقييم العضو : 0 تاريخ التسجيل : 04/08/2010 العمر : 34 الموقع : https://m-dream.yoo7.com
| موضوع: ماعدش عندك حجة! الإثنين مارس 14, 2011 3:53 pm | |
| أن أغلب الشباب باتوا على يقين من أن السبب الأول في منعهم من النجاح يتمثل في أحوال البلد، وانتشار الفساد، وشيوع المحسوبية، وإغلاق كل الأبواب في وجوههم.
هذا ما كان يعتقده الشباب إلى درجة تكاد تكون متطابقة فيما بينهم، وإن اختلفت في بعض التفاصيل.
كانوا على حق ومع أني كنت أعرف أن هذه الصعوبات التي يتحدثون عنها موجودة؛ غير أني كنت على يقين أيضاً من أن هناك ثغرة ما، تستطيع أن تمرّ من خلالها وسط هذه النوازل والخطوب.
وكلما رأيت تلك النماذج التي نجحت من حولنا، وهي وإن قلّت فإنها لا تزال موجودة، كنت أقول: إذا كان هناك مَن استطاع النجاح في هذه الظروف الصعبة؛ فأنت أيضاً تستطيع؛ ولكن الأمر يستحق منك المزيد من الجهد والتعب والإبداع في التفكير.
وهكذا كانت أغلب المناقشات مع الشباب تجري في هذا الإطار؛ هم يقدّمون أعذارهم عن النجاح بسبب أحوال البلد، وأنا أحاول دفعهم مبيّناً أن هذه الأحوال تفرض علينا أن نواجهها بالمزيد من الإصرار على النجاح، وليس بالتخاذل وعرض الحجج قبل المحاولة مرة، واثنتين، وعشرة.
وفي نهاية المناقشات، كان البعض يقتنع ويقرر أنه سيحاول مرة أخرى، وكان الكثير ينبري في تقديم المزيد من الأعذار والحجج.
وأظن أن هذا التصنيف يبدو واضحاً من خلال الردود على المقالات.
ماذا بعد سقوط النظام؟ نسيت أن أقول لكم أن هذا ما كان يحدث في الماضي، أما الآن فقد تغيّرت الأوضاع.. لقد سقطت الحكومة غير المبالية بالناس، وانقشع غبار الفساد إلى غير رجعة.. وبإذن الله تصبح المحسوبية نسياً منسياً.
هذه هي الآمال التي نحملها بداخل قلوبنا قبل عقولنا، ولكن أين نحن منها، هل وضعنا أنفسنا داخل خطة تحقيق هذه الآمال، أم أننا لا نزال نمارس دور المتفرج المراقب، الذي يبدو تذمره من الجميع؛ إلا أنه لا يغادر أبداً مقعد المتفرج.
إذا كنت من هؤلاء فاسمح لي أن أقول لك إنك لم تعُد عندك حجة أو عذر لتؤجل به نجاحك؛ فقد سقط النظام السابق وسقط درع أعذارك، وانقشع غبار الفساد ليجعل صورتك واضحة أمام نفسك.
ولن تكون المحسوبية نسياً منسياً؛ إلا إذا استبدلتها بالمزيد من الجد، والإعلان عن نفسك بشكل شرعي وجذاب.
قل ماذا يمنعك عن النجاح الآن؟ إذا كانت إجابتك هي: لا شيء يمنعني عن النجاح الآن؛ فأخبرني بالله عليك ماذا فعلتَ منذ سقط النظام، الذي كنت تراه السبب الرئيسي الذي يحول بينك وبين أحلامك، ما الجديد الذي قدّمت؟
ولا تقُل لي إنك حملت دوسيه أوراقك، وذهبت لحجز معونة البطالة التي يتحدثون عنها، أو أنك وصّيت أحد أقاربك أن يحمل نُسَخاً من مؤهلك الدراسي وشهادة ميلادك؛ ليقدّمها لك في شركته عندما يسمع عن فتح باب الوظائف من جديد.
وأنا لن أنهاك عن فعل ذلك؛ ولكن هل هذا يكفي؟
أين دليلك على دخول مرحلة مختلفة؟ هل هذا دليل على دخولك مرحلة مختلفة من حياتك، وعهد جديد لبلد يأمل في مستقبل سعيد؛ كأني أشاهد أحد القراء يُفكّر ملياً في كلامي؛ ولكني أشاهد قارئاً آخر يستعد لقطع حبل أفكاره، التي بدأت تترابط، ويُقدّم من جديد حججاً وأعذاراً، ربما كانت تتشابه من سابقتها.
وفي هذه المرة -وعلى عكس عادتي في تقبّل اعتراض المعترضين- لا أتقبل هذا الاعتراض!!
وسوف أردّ عليه بعبارة عامّية دارجة تقول "ماعدش عندك حجة".. صديقي، قال الشاعر يوماً: إذا هبّت رياحك فاغتنمها.
ورياح التغيير الموجودة الآن قد تكون فُرَصاً مواتية لك، لا أعلم متى ستتكرر مرة أخرى؛ فقم الآن وارمِ الحجج والأعذار، وقل "حي على الكفاح"؛ لتؤكد أن هناك بالفعل تغييراً يجري في هذا الوطن، ولتبدأ مشوار النجاح الذي أجّلته من قبلُ.
فهل تقوم الآن لتعوّض ما فاتك، أم أنه لسه عندك حجة؟ | |
|