منتدي حلم القمر :: Moon Dream

اهلا ومرحبا بك فى منتدى حلم القمر اذا كانت هذه زيارتك الاولى فيرجى التكرم بالتسجيل التسجيل سيمنحك صلاحيات اكتر فى المنتدى لو عايز تشارك مع اعضاء المنتدى يلا بسرعه مستنى ايه سجل معانا اما لو كنت عضو فى اسرتنا فتفضل بتسجيل الدخول
منتدي حلم القمر :: Moon Dream

اهلا ومرحبا بك فى منتدى حلم القمر اذا كانت هذه زيارتك الاولى فيرجى التكرم بالتسجيل التسجيل سيمنحك صلاحيات اكتر فى المنتدى لو عايز تشارك مع اعضاء المنتدى يلا بسرعه مستنى ايه سجل معانا اما لو كنت عضو فى اسرتنا فتفضل بتسجيل الدخول
منتدي حلم القمر :: Moon Dream
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي حلم القمر :: Moon Dream

هنا.......نلتقي لنرتقي معا
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 طلحة بن عُبيد الله | صقرُ يوم أُحُد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
M-Dream
الاداره
الاداره
M-Dream


ذكر
عدد المساهمات : 475
نقاط نشاط العضو : 1367
مستوى تقييم العضو : 0
تاريخ التسجيل : 04/08/2010
العمر : 34
الموقع : https://m-dream.yoo7.com

طلحة بن عُبيد الله | صقرُ يوم أُحُد  Empty
مُساهمةموضوع: طلحة بن عُبيد الله | صقرُ يوم أُحُد    طلحة بن عُبيد الله | صقرُ يوم أُحُد  Icon_minitime1الإثنين أغسطس 09, 2010 2:51 pm

((مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً)) :الأحزاب: 23

تلا الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الآية الكريمة ، ثم استقبل وجوه أصحابه ، وقال وهو يشير إلى ((طلحة)) :

((مَن سَرّه أن ينظر إلى رجل يمشي على الأرض ، وقد قضى نحْبَه ، فلْينظر إلى طلحة)) ..!!

ولم تكن ثمّة بُشرى يتمناها أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتطير قلوبهم شوقاً إليها أكثر من هذه التي قلدها النبي طلحة بن عبيد الله ..

لقد اطمأن إذن إلى عاقبة أمره ومصير حياته .. فسيحيا ، ويموت ، وهو واحد من الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ولن تناله فِتنة ، ولن يدركه لُغوب …

ولقد بشّره الرسول بالجنة ، فماذا كانت حياة هذا المبَشَّر الكريم ..؟؟

* * *

لقد كان في تجارة له بأرض بُصرى حين لَقِيَ راهباً من خيار رهبانها ، وأنبأه أنّ النبي الذي سيخرج في بلاد الحرَم ، والذي تنبأ به الأنبياء الصالحون قد أهلّ عصره وأشرقت أيامُه ..

وحذّر طلحة أن يفوته موكبه ، فإنه موكب الهدى والرحمة والخلاص ..

وحين عاد طلحة إلى بلده مكّة بعد شهور قضاها في بُصرى وفي السّفر ، ألفى بين أهلها ضجيجاً .. وسمعهم يتحدثون كلما التقى بأحدهم ، أو بجماعة منهم عن ((محمد الأمين)) … وعن الوحي الذي يأتيه .. وعن الرسالة التي يحملها إلى العرب خاصة ، وإلى الناس كافة ..

وسأل ((طلحة)) أول ما سأل عن ((أبي بكر)) فعلم أنّه عاد مع قافلته وتجارته من زمن غير بعيد ، وأنّه يقف إلى جوار ((محمد)) مؤمناً منافحاً ، أوَّاباً … وحدّث طلحة نفسه : محمد ، وأبو بكر ..؟؟ … تالله لا يجتمع الاثنان على ضلالة أبداً .

ولقد بلغ ((محمد)) الأربعين من عمره ، وما عهدنا عليه خلال هذا العمر كذبة واحدة .. أفيكذب اليوم على الله ، ويقول : إنّه أرسلني وأرسل إليّ وَحياً ..؟؟

وهذا هو الذي يصعُب تصديقه .. وأسرع طلحة الخُطى مُيمّماً وجهه شطر دار أبي بكر ..

ولم يطل بينهما الحديث ، فقد كان شوقه إلى لقاء الرسول صلى الله عليه وسلم ومبايعته أسرع من دقات قلبه ..

فصحبه أبو بكر إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ، حيث أسلم وأخذ مكانه في القافلة المباركة .. وهكذا كان طلحة من المسلمين المبكرين .

* * *

وعلى الرغم من جاهه في قومه ، وثرائه العريض ، وتجارته الناجحة فقد حمل حظه من اضطهاد قريش ، إذ وُكّل به وبأبي بكر نوفل بن خويلد ، وكان يدعى ((أسد قريش)) ، بَيْدَ أنّ اضطهادهما لم يطل مداه ، إذ سرعان ما خجلت قريش من نفسها ، وخافت عاقبة عملها …

وهاجر طلحة إلى المدينة حين أُمر المسلمون بالهجرة ، ثم شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ عدا غزوة بدر ـ فإنّ الرسول صلى الله عليه وسلم كان قد ندبه ومعه سعيد بن زيد لمهمة خارج المدينة .. ولما أنجزاها ورجعا قافلين إلى المدينة ، كان النبي وصحبه عائدين من غزوة بدر ، فآلم نفسيهما أن يفوتهما أجر مشاركة الرسول صلى الله عليه وسلم بالجهاد في أولى غزواته .

بيد أنّ الرسول أهدى إليهما طمأنينة سابغة ، حين أنبأهما أنّ لهما من المثوبة والأجر مثل ما للمقاتلين تماماً ، بل وقسم لهما من غنائم المعركة مثل من شهدوها .

وتجيء غزوة ((أحُد)) لتشهد كل جبروت قريش وكل بأسها حيث جاءت تثأر ليوم ((بدر)) وتُؤَمّن مصيرها بإنزال هزيمة نهائية بالمسلمين ، هزيمة حسبتها قريش أمراً ميسوراً ، وقَدَراً مقدوراً ..!!

ودارت حرب طاحنة سرعان ما غطت الأرض بحصادها الأليم … ودارت الدائرة على المشركين …

ثم لما رآهم المسلمون ينسحبون وضعوا أسلحتهم ، ونزل الرّماة عن مواقعهم ليحوزوا نصيبهم من الغنائم …

وفجأة عاد جيش قريش من الوراء عل حين بغتة ، فامتلك ناصية الحرب وزمام المعركة .. واستأنف القتال ضراوته وقسوته وطحنه ، وكان للمفاجأة أثرها في تشتيت صفوف المسلمين …

وأبصر طلحة جانب المعركة الذي يقف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فألفاه قد صار هدفاً لِقُوى الوثنية والشرك ، فسارع نحو الرسول صلى الله عليه وسلم …

وراح يجتاز طريقاً ما أطوله على قصره …!

طريقاً تعترض كل شبر منه عشرات السيوف المسعورة ، وعشرات من الرماح المجنونة !!

ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعيد يسيل من وجنته الدم ، ويتحامل على نفسه ، فجن جنونه ، وقطع طريق الهول في قفزة أو قفزتين وأمام الرسول وجد ما يخشاه … سيوف المشركين تلهثُ نحوه ، وتحيط به تريد أن تناله بسوء ..

ووقف طلحة كالجيش اللجب ، يضرب بسيفه البتّار يميناً وشمالاً ..

ورأى دم الرسول الكريم ينزف ، وآلامه تئن ، فسانده وحمله بعيداً عن الحفرة التي زلّت فيها قدمه ..

كان يساند الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ بيسراه وبصدره ، متأخراً به إلى مكان آمِن ، بينما يمينُه ـ بارك الله يمينَه ـ تضرب بالسيف وتقاتل المشركين الذين أحاطوا بالرسول صلى الله عليه وسلم ، وملؤوا دائرة القتال مثل الجراد ..!!

ولندع الصّدّيق أبا بكر ـ رضي الله عنه ـ يصف لنا المشهد …

تقول عائشة : ((كان أبو بكر إذا ذُكِرَ يوم أحُد يقول : ذلك كله كان ((يوم طلحة)) … كنت أول من جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال لي الرسول ولأبي عبيدة بن الجرّاح : دُونكم أخاكم …

((ونظرنا ، وإذا به بضع وسبعون بين طعنة .. وضربة … ورَمْية .. وإذا أُصبعه مقطوعة .. فأصلحنا من شأنه)) .

* * *

وفي جميع المشاهد والغزوات ، كان طلحة في مقدّمة الصفوف يبتغي وجه الله ، ويفتدي راية رسوله .

ويعيش طلحة وسط الجماعة المسلمة ، يعبد الله مع العابدين ، ويجاهد في سبيله مع المجاهدين ، ويُرسي بساعديه مع سواعد إخوانه قواعد الدين الجديد الذي جاء ليخرج الناس ـ جميع الناس ـ من الظلمات إلى النور ..

فإذا قضى حق ربه ، راح يضرب في الأرض ، ويبتغي من فضل الله مُنَمّياً تجارته الرابحة ، وأعماله الناجحة .

فقد كان طلحة ـ رضي الله عنه ـ من أكثر المسلمين ثراء ، وأنماهم ثروة … وكانت ثروته كلها في خدمة الدين الذي حمل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رايته …

كان يُنفق منها بغير حساب .. وكان الله يُنمّيها له بغير حساب !

لقد لقّبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بـ ((طلحة الخير)) و ((طلحة الجود)) و ((طلحة الفيّاض)) إطراء لجوده المُفيض .

وما أكثر ما كان يخرج من ثروته مرة واحدة ، فإذا الله الكريم يردها إليه مضاعفة .

تُحدثنا زوجته ((سُعدى بنت عوف)) فتقول :

((دخلتُ على طلحة يوماً فرأيته مهموماً ، فسألته : ما شأنك ..؟؟

فقال : المال الذي عندي … قد كثر حتى أهَمّني وأكربني …

وقلت له : ما عليك … اقْسِمْه …

فقام ودعا الناس ، وأخذ يقسمه عليهم حتى ما بقى منه درهم)) …

ومرة أخرى باع أرضاً له بثمن مرتفع ، ونظر إلى كومة المال ففاضت عيناه من الدمع ثم قال :

((إنّ رجلاً تبيت هذه الأموال في بيته لا يدري ما يطرق من أمر ، لمغرور بالله)) …

ثم دعا بعض أصحابه وحمل معهم أمواله هذه ، ومضى في شوارع المدينة وبيوتها يوزعها ، حتى أسْحَرَ وما عنده منها درهم ..!!

ويصف جابر بن عبد الله جودَ طلحة فيقول :

((ما رأيتُ أحداً أعطى لجزيل مال من غير مسألة ، من طلحة بن عبيد الله)) .

وكان من أكثر الناس برّاً بأهله وبأقربائه ، فكان يعولهم جميعاً على كثرتهم .. وقد قيل عنه في ذلك :

((… كان لا يدَعُ أحداً من بني تَيم عائلاً إلا كفاه مَؤُنته ، ومؤنة عياله …

((وكان يزوج أياماهم ، ويخدم عائلهم ، ويقضي دين غارمهم)) .. ويقول السائب بن زيد :

((صَحبتُ طلحة بن عبيد الله في السّفر والحضر فما وجدت أحداً أعمّ سخاء على الدرهم ، والثوب ، والطعام مِنْ طلحة)) ..!!

وتَنْشِبُ الفتنة المعروفة في خلافة عثمان ـ رضي الله عنه ـ … ويؤيد طلحة حجة المعارضين لعثمان ، ويزكي معظمهم فيما كانوا ينشدونه من تغيير وإصلاح ..

أكان بموقفه هذا ، يدعو إلى قتل عثمان ، أو يرضى به ..؟؟ كلا ..

ولو كان يعلم أنّ الفتنة ستتداعى حتى تنفجر آخر الأمر حقداً مخبولاً ، ينفس عن نفسه في تلك الجناية البَشعة التي ذهب ضحيتها ((ذو النورين)) عثمان ـ رضي الله عنه ـ …

نقول : لو كان يعلم أنّ الفتنة ستتمادى إلى هذا المأزق والمنتهى لقاومها ، ولقاومها معه بقية الأصحاب الذين آزروها أول أمرها باعتبارها حركة مُعارضة وتحذير ، لا أكثر …

على أنّ موقف طلحة هذا ، تحوّل إلى ((عُقدة حياته)) بعد الطريقة البشعة التي حوصر بها عثمان وقُتِلَ ، فلم يكد الإمام علي يتقبّل بيعة المسلمين بالمدينة ومنهم طلحة والزبير ، حتى استأذنه الاثنان في الخروج إلى مكّة للعُمْرة ..

ومن مكّة توجها إلى البصرة ، حيث كانت قوات كثيرة تتجمع للأخذ بثأر عثمان … وكانت ((وقعة الجمل)) حيث التقى الفريق المطالب بدم عثمان والفريق الذي يناصر عليّاً ..

وكان عليّ كلما أدار خواطره على الموقف العَسِر الذي يجتازه الإسلام والمسلمون في هذه الخصومة الرهيبة ، تنتفض همومه ، وتهطل دموعه ، ويعلو نشيجه ..!!

لقد اضطر إلى المأزق الوَعر …

فبوصفه خليفة المسلمين ، لا يستطيع ، وليس من حقه أن يتسامح تجاه أي تمرد على الدولة ، أو أي مناهضة مسلحة للسلطة المشروعة ..

وحين ينهض لقمع تمرد من هذا النوع ، فإن عليه أن يواجه إخوانه وأصحابه وأصدقاءه ، وأتباع رسوله ودينه ، أولئك الذين طالما قاتل معهم جيوش الشرك ، وخاضوا معاً تحت راية التوحيد معارك صَهَرتهم وصَقَلتهم ، وجعلت منهم إخواناً بل إخوةً مُتعاضِدين .. فأيّ مأزق هذا ..؟ وأيّ ابتلاء عسير ..؟

وفي سبيل التماس مَخرج من هذا المأزق ، وصَون دماء المسلمين لم يترك ((الإمام عليّ)) وسيلة إلا توسّل بها ، ولا رجاء إلا تعلق به .

ولكنّ العناصر التي كانت تعمل ضدّ الإسلام ، وما أكثرها ، والتي لقيت مصيرها الفاجع على يد الدولة المسلمة ، أيام عاهلها العظيم عمر ، هذه العناصر كانت قد أحكمت نسج الفتنة ، وراحت تُغذيها وتُتابع سيرها وتَفاقُمَها …

* * *

بكى عليّ بكاءً غزيراً عندما أبصر أمّ المؤمنين ((عائشة)) في هودجها على رأس الجيش الذي يخرج الآن لقتاله …

وعندما أبصر وسط الجيش طلحة والزبير ، حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم …

فنادى طلحة والزبير ليخرجا إليه ، فخرجا حتى اختلفت أعناق أفراسهم … فقال لطلحة :

((يا طلحة ، أجئت بِعُرس رسول الله صلى الله عليه وسلم تقاتل بها ، وخبأت عُرْسَك في البيت)) ..؟؟

ثم قال للزبير:

((يا زبير : نشدتُكَ الله ، أتذكر يوم مَرّ بِكَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بمكان كذا ، فقال لك : يا زبير، ألا تُحِبُّ عليّاً …؟؟

((فقلت : ألا أحِبّ ابن خالي ، وابن عمي ، ومَنْ هو على ديني ..؟؟

((فقال لك : يا زُبير ، أمَا والله لتُقاتِلَنّه وأنت له ظالم)) ..!!

قال الزبير ـ رضي الله عنه ـ : نعم أذكر الآن ، وكُنتُ قد نسيته ، واللهِ لا أقاتلك ..

وأقلعَ الزبير وطلحة عن الاشتراك في هذه الحرب الأهلية ..

أقلعا فَورَ تبيّنهما الأمر ، وعندما أبصرا ((عمار بن ياسر)) يُحاربُ في صف عليّ ، وتذكّرا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمار :

((تقتُلك الفِئة الباغية)) …

فإن قُتِلَ ((عمار)) إذن في هذه المعركة التي يشترك فيها طلحة ، فسيكون طلحة باغياً ..

* * *

انسحب طلحة والزبير من القتال ، ودفعا ثمن الانسحاب حياتهما ، ولكنهما لَقِيا الله قريرة أعينهما بما منّ عليهما من بصيرة وهُدى ..

أمّا الزبير فقد تعقّبه رجل اسمه ((عمرو بن جرموز)) وقتله غيلة وغدراً وهو يصلي ..!!

وأمّا طلحة فقد رماه ((مروان بن الحكم)) بسهم أوْدَى بحياته ..

* * *

كان مقتل ((عثمان)) قد تشكّل في نفسيّة طلحة ، حتى صار ـ كما قلنا من قبل ـ عُقدة حياته ..

كل هذا ، مع أنّه لم يشترك في القتل ، ولم يُحرض عليه ، وإنما ناصَر المعارضة ضدّه ، يوم لم يكن يبدو أنّ المعارضة ستتمادى وتتأزّم حتى تتحوّل إلى تلك الجريمة البشعة .. وحين أخذ مكانه يوم الجمل ، مع الجيش المعادي لعليّ بن أبي طالب والمطالب بدم عثمان ، كان يرجو أن يكون في موقفه هذه كَفّارة تُريحه من وطأة ضميره .. وكان قبل بدء المعركة يدعو ويضرع بصوت تخنقه الدموع ، ويقول :

((اللهمّ خُذ منّي لعثمان اليوم حتى ترضى)) ..

فلما واجهه علي هو والزبير على النحو الذي أسلفنا ، أضاءت كلمات ((عليّ)) جوانب نفسيهما ، فرأيا الصواب وتركا أرض القتال .. بيد أنّ الشهادة كانت مذخُورةً لهما ..

أجلْ … كانت الشهادة من حظ طلحة يدركها وتدركه أيّان يكون ..

ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم عنه :

((هذا ممّن قضَى نَحْبه ، ومَن سرّه أن يرى شهيداً يمشي على الأرض ، فلينظر إلى طلحة)) ..؟؟

لقي الشهيد إذن مصيره المقدور والكبير ، وانتهت ((وقعة الجمل)) …

وأدركت أمّ المؤمنين ((عائشة)) أنّها تعجّلت الأمور فغادرت البصرة إلى البيت الحرام فالمدينة ، نافضة يديها من هذا الصراع ، وزوّدها عليّ في رحلتها بكل وسائل الراحة والتكريم .. وحين كان ـ عليّ ـ يستعرض شهداء المعركة راح يصلي عليهم جميعاً ، الذين كانوا معه ، والذين كانوا ضدّه …

ولمّا فرغ من دفن طلحة ، والزبير، وقف يودعهما بكلمات جليلة ، اختتمها قائلاً :

إنّي لأرجو أن أكون أنا ، وطلحة ، والزبير ، وعثمان من الذين قال الله فيهم :

((وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ)) :الحجر: 47

ثم ضمّ قبريهما بنظراته الحانية الصافية الآسية وقال :

((سمعت أُذُناي هاتان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

((طلحة والزبير ، جارايَ في الجنة)) .







المصدر

كتاب رجال حول الرسول*صلى الله عليه وسلم* للمؤلف خالد محمد خالد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://m-dream.yoo7.com
 
طلحة بن عُبيد الله | صقرُ يوم أُحُد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» وفاء رسول الله صلى الله عليه و سلم لخديجة بعد وفاتها
» إحياء سنة رسول الله
» عبادات محمد رسول الله
» من زهد الرسول صلى الله عليه وسلم
» (رحمه الله واسعه لاحدود لها )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي حلم القمر :: Moon Dream :: المنتديات الاسلامية :: منتدى التاريخ الأسلامي وقصص الانبياء-
انتقل الى: